لبنان: نضالي، قضيتيبقلم الدكتور فؤاد أبو ناضر.

بعد صدوره في فرنسا سنة 2021 عن منشورات “L’Observatoire”، صدر كتاب “لبنان: نضالي ،قضيتيفي لبنان، باللغة العربية، عن منشورات Universal Publisher.

يعرض الدكتور فؤاد أبو ناضر، رئيس جمعية “نورج”، رؤيته السياسية الواضحة للبنان ويقترح حلولاً عملانية.

لماذا هذا الكتاب؟

أعبّر عن ذلك في المقدّمة، حيث أقول: “إنني أودّ أن أروي نضالي، عبر هذه السطور، أن أُؤكِّد إيماني ببلادي، أن أُقدِّم رؤيتي لما يجب أن يكون عليه لبنان إذا تعهّدنا الإصلاحات التي تفرض نفسها لتكون صيغة عيشنا المُشترَك الفريدة قابلة للحياة وقابلة لأن تُعاش.”

في خضمّ الأوضاع الاستثنائية المتأزمة التي يتخبط فيها بلدنا، أودّ كذلك أن أبرهن أنّه بالرغم من كلّ المآسي، إنني متفائل بمصير أمّتنا.

كيف يمكنكم التأكيد على ذلك؟

أولاً، لأّن بلدنا لا يزال موجوداً بوحدة كامل أراضيه بالرغم من كلّ توقعات البعض المتخوفة، في حين أنّ الفوضى قد عمّت عدة بلدان محيطة. إضافة الى ذلك فإنّ الشبيبة اللبنانية نشيطة ومتعطشة للصدق والأمانة. يكفي أن نطبّق الإصلاحات المطلوبة منذ زمن بعيد – وتحديداً منذ 17 تشرين الأوّل 2019 – حتى يتمّ التغيير في لبنان ويؤمّن على مستقبله. إنّ الشعب يريد هذا التحوّل كما برهنت الإنتخابات الأخيرة، بالرغم من وجود قانون إنتخابي وتقسيمات للدوائر، غير مسهّلة لتجديد حقيقي للطبقة السياسية. في هذا الكتاب أشرح وأحلل كيف أنّ نظامنا يمنع تنفيذ الإصلاحات المطلوبة وأقترح السبل والمخارج لمعالجة ذلك.

هذا العمل ليس كتاباً يؤرّخ الحرب

إنني أتكلم عن الأزمة، لكن لكي أبرهن أن الحلول التي أقترحها في لبنان، ترتكز على الخبرات التي إكتسبتها من آلام هذه الحرب. ولقد طبقت هذه الخبرات وإمتحنتها خلال ظروف الحرب الإستثنائية.

إنّ هذا الكتاب لا يتناول الحرب الماضية، لكنني أذكّر ببعض المراحل منها، لأنّه لا يمكننا بناء المستقبل دون أخذ العبر من خبرات الماضي. قلّة  قليلة من شبيبتنا تعلم عن حقيقة هذه الحقبة السوداء من تاريخنا. إنّ اكثرية الشباب لا يريدون السماع عن تلك الحقبة، لكن يجب أن يعرفوا المفاصل الأساسية، على الأقلّ، لكي يتجنبوا إرتكاب نفس الأغلاط التي وقعت فيها الأجيال الماضية.

تتكلّمون عن أغلاط، ولكنكم على عكس باقي المشاركين في الحرب الذين دونوا شهاداتهم، لم تقولوا فعل الندامة، لماذا؟

لم أقم أو أرتكب بما يستوجب مسامحتي خلال تلك الحرب. من الممكن أن نكون قد إقترفنا بعض الأخطاء، لكننا تصرفنا بالطريقة الصحيحة، لأننا كنا نقاتل في سبيل قضية محقة، وليس بدافع الحقد على أحد أو لمصالح شخصيّة او فئوية. إنني شديد الأسف  لأننا أجبرنا على الحرب. لا اريد أن يضطرّ أولادي أو أيّ شاب لبناني آخر على خوض غمار الحرب من جديد. وإنني متأسّف أكثر للإنقسامات داخل الفريق المسيحي والتي خسّرتنا تلك الحرب.

ما هو عنوان معركتكم اليوم؟

إنني أتابع نضالي اليوم في سبيل “لبنان وطن الرسالة”، حيث تتعايش ثمانية عشر طائفة ومذهب وحيث يريد المسيحيون العيش بحريّة وأمان وكرامة ومساواة مع شركائهم المسلمين. عانى وطننا منذ نشأته من ثغرات ونقاط ضعف. إنّ صيغة العيش المشترك فيه مهددة، فيما يمكنها أن تصبح نموذجاً ومثالاً لباقي الأمم.لكي نتيح له الإستمرار في العيش، من الضروري إلغاء الصراع على السلطة بين سائر مكوناته الدينية والذي يشلّ البلد ويغذي الفساد.

ما هي الحلول التي تطرحهونها للبنان؟

للحفاظ على وحدة وسيادة لبنان، يجب علينا أن نتوصّل الى “الحياد الفاعل” والدائم والمعترف به دولياً من الجميع. هذا الحياد يمنع التدخلات الهدامة التي يقوم بها الجيران. من جهة أخرى، انني أنادي بالمناطقية واللامركزية التي تتيح للمواطنين إمكانية إيجاد الحلول لمشاكلهم البديهيّة كالصحة والتعليم، على سبيل المثال.

يجب أن يحظى الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية الشرعية بحصرية السلاح على كافة مساحة الأراضي اللبنانية.

من الضروري وضع قانوت إنتخابي ينص على إنتخاب نائب واحد عن كل دائرة. كذلك يجب تقديم مشروع قانون إستقلالية القضاء للجنة فينيز Commission de Venise لكي  يصبح الجهاز القضائي اللبناني حراًّ ومستقلاً عن أيّ ضغط أو سلطة سياسية.

أخيراً وليس آخراً، أصبح من الضروري توحيد قانون الأحوال الشخصيّة ضمن القانون المدني لتقوية وتحصين الشعور بالمواطنية.

إنّ تنفيذ التحقيق الجنائي المالي وإعادة هيكلة القطاع المصرفي الخاصّ والعام هي ضرورة ملحة لتمكيننا من الحصول على القروض المالية الضرورية من صندوق النقد الدولي ومؤتمر CEDRE.

كذلك يجب وضع قرار البرلمان اللبناني، والمتخذ سنة 1987 والقاضي بإلغاء إتفاق القاهرة، موضع التنفيذ بغية نزع سلاح الفلسطينيين داخل وخارج المخيمات ويجب التشديد على أن يحصل الفلسطينيون على جوازات سفر فلسطينية صادرة عن السلطة الفلسطينية. أمّا في ما خصّ السوريين فقد أصبح ضرورياً وملحّاً أن تنظّم عودتهم الى بلادهم خاصة وأن الوضع في لبنان أصبح شديد التعقيد والمأساوية، يستحيل فيه تحمّل عبء هذا النزوح الإقتصادي.

لقد كتب النائب الفرنسي Gwendal Rouillard والقريب من وزير الخارجية السابق

 Jean-Yves Le Drian مقدمة كتابكم. لماذا؟

بما أن السيد Rouillard قادم من آفاق سياسية مختلفة، أردنا أن نبرهن بأنّ مصير لبنان يهم ويعني كلّ العالم وأنّه من الممكن تجاوز الإنقسامات للعمل سوياًّ لقضية مشتركة وأساسية.  Gwendal Rouillard  ، نائب في الجمهوريّة الفرنسية العلمانية جداً، قد فهم جيّداً أنّ مسألة مسيحيي الشرق هي بالفعل قضيّة جيوسياسية أكثر منها دينية. وبالفعل فإنّ مسيحيي لبنان يشكلون الإسمنت الجامع، ذلك أنّه في 1611 قرية لبنانية (تشكل مجموع قرى لبنان)، قليل جداً يتعايش فيها السنّة والشيعة والدروز والعلويون فيما بينهم، بينما يتعايش المسيحيون مع كل تلك الطوائف.

ملاحظة:       يقدّم الدكتور فؤاد أبو ناضر كتابه ويوقعه يوم الأربعاء في 1 حزيران 2022، عند الساعة الخامسة والنصف من بعد الظهر ولغاية الساعة السابعة والنصف مساءً في قاعة مارإلياس الكبرى، في كنيسة مار الياس، انطلياس.

Newsdesk Libnanews
Libnanews est un site d'informations en français sur le Liban né d'une initiative citoyenne et présent sur la toile depuis 2006. Notre site est un média citoyen basé à l’étranger, et formé uniquement de jeunes bénévoles de divers horizons politiques, œuvrant ensemble pour la promotion d’une information factuelle neutre, refusant tout financement d’un parti quelconque, pour préserver sa crédibilité dans le secteur de l’information.

Un commentaire?